الأحد، نوفمبر 30، 2008

ما يشغل قنواتنا العربيه فعليا (كاريكاتير)

نسينا التفاعل مع العالم و أزماته.. لا علم لا ثقافه لا أقتصاد لا حريه لا شئ ... و أنشغلنا فى ما هو أهم من كل ذلك حسب فكرنا الخاوى... وسنظل على وضعنا هذا لسنين قادمه مادام الفكر الأحادى يحاصرنا و نضريات المؤامره تشغلنا وكأننا محور العالم ... والعالم أصلا لسنا فى حساباته فهو مشغول عنا بالتطورو التحرر ... و اليكم هذا الكاريكاتير لتوضيع أنشغالات بنى يعرب الحاليه.


الجمعة، يونيو 27، 2008

ممنوع جلوس الرجل بعد المرأه لأنه فتنه

كان ابن عمر رضى الله عنهما ينهى عن القعود بمحل امرأه قامت عنه حتى يبرد. سدا للذريعه و ما يترتب عنه من فتنه. قرأت هذا الكلام اليوم فى جريده القبس فى الصفحه الخاصه بالدين تحت أحكام وأراء ما جعلني أضحك من سخافه الموضوع وقد حاولت أن أجده فى صفحه الجريده على الأنترنت لوضع الرابط الخاص به فوجدته قد تم مسحه لأن جماعه القبس حسوا بغلطه نشر مثل هذا الموضوع حتى لا يوصل للدنمارك وبعدين يرسمون فيه كاريكاتير يضحكون فيه علينا.. محنا بقينا مسخره عند شعوب العالم.. والبركه ببعض أحكامنا الخربوطيه على وزن التبرك ببول الرسول و أرضاع الكبير. رجاء أقرأه فى عدد القبس 27/6/2008 .
يعنى كل واحد حنتريش من عندنا عندما يذهب لمراجعه اى مصلحه وفى وحده ست قاعده على كرسى وقامت منه لا يقعد فورا على نفس الكرسي قبل لا يبرد و الأحسن ياخذ معاه ترمومتر حرارى حتى يقيس درجه حراره الكرسى و يتأكد أنه فى درجه تسمح له بالجلوس لأن الكرسى و هو حار يخليه ينفتن و العياذ بالله من الفتنه النسويه. أو كل ست تقوم من كرسيها عليها أن تبرده تنفخ عليه مثلا قبل لا يقعد عليه رجل علشان المسكين بعدين لا ينفتن. و جماعتنا بصراحه مو ناقصهم فتنه. ياريت مجلس الأمه الموقر يضع لنا حلا لهذا الموضوع الشائك قبل لا تضيع البلد و أن يحددوا لنا درجه حراره الكرسى الملائم لجلوسنا بعد أن جلست عليه أمرأه. و ياريت يأمروا الحكومه بصرف ترمومتر لكل مواطن تسهيلا له. الجماعه عندنا حارين حتى من قعده الكرسى بعد المرأه ينفتنون و بعدين مصيبه...
هذول ما عندهم شغله غير فتنه المرأه... والله هزلت... وبعدين ما يكفينا مصائبنا و أنشغالتنا حتى ننشغل بتبريد الكراسى...

و هاهو الموضوع كاملا كما و رد فى القبس صفحه 37
جلوس الرجل فى مكان امرأه قبل أن يبرد المحل
ورد عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما انه كان ينهى أن يقعد الرجل مكان جلوس المرأه حتى تمضى فتره زمنيه بحيث يصبح مكان جلوسها باردا سدا للذريعه و قطعا لما يترتب على مثل هذا الأمر من فتنه، ففى فيض القدير للمناوى.....الخ ....بس مالى خلق أكمل بقيه ها السالفه المقززه .. انتوا أقروه.

الجمعة، يونيو 20، 2008

من قريه الجهراء الى أمريكا

من قريه الجهراء الى مدينه سانت لويس
فى ثمانينات القرن الماضي وتحديدا فى سنه 1983 حصلت على بعثه للدراسه فى أمريكــــا... وأيامها كان العالم مشغول بحرب العراق و إيران و فتوى دعوه الخمينى لتصدير الثورة لمن؟ لا أدرى! و كأنه شويه فستق ايرانى بايخ جاهز للتصدير بالعمله الصعبه.. مما جعل المنطقه وخصوصا فى الخليج فى حاله استنفار غير طبيعى. لذا وفجأة و بدون مقدمات وبسرعه البرق انتشرت و تزايدت الحركات الأصوليه السنيه المتعصبه وبدأ نشاطها ملحوظا و مؤثرا، رداَ على دعوه الخمينى الشيعيه أولا... و بحجه تصويب المجتمع الى
طريق الأيمان الصحيح بعد أن خرج عن الصواب ثانيا...والدعوه لأيمان قريش و السلف الصالح و كأننا كنا نعيش قبل ذلك فى عصر الظلمات و الكفر و العربده و هم صحوا فجأه و جاؤا لتقيمنا و الوصايه علينا حتى ننعدل و نصير خوش بشر. ..رغم أننا ما كنا ندرى شنه السالفه..أحنا كنا كفار وإلا مسلمين...شككونا بنفسنا..فكان الدين الذى نعرفه وترعرنا عليه يدعو للخير والرحمه والمحبه ورعايه اليتيم والمسكين وحتى الحيوان (و أما اليتيم فلا تنهر) والتوصيه بالجار وعدم الكذب والغش وأننا كلنا مسلمين لا فرق بين أعجمى وعربى...دعوات أنسانيه عظيمه ساميه.. و إذ فجأة تتحول الدعوه على يد الملتحين الجدد ذوى الكروش الكبيره والوجوه العابسه بالدعوه لدين جديد لا نعرفه سابقا وهو كره الأخر وحتى عدم السلام عليه حتى لو مسلم مادام مختلف بالعقيده أو على الذى لا يمتلك لحيه كثة.. فأول مره نعرف أن تطويل اللحيه شئ أساسى بالعقيده ومن غيرها فأنت خارج المله..ثم الدعوه للقتل والبتر وتكفير الأخرين وعذاب القبر وأهواله..فلم نعرف سابقا أن حيه (ثعبان) أقرع يطلع بالقبور ..ليه من متى كانت الحيه مِشعره!!! فأصبحت العمليه فيلم مرعب بايخ... ولم نعد نسمع عن دين المحبه والرحمه والتواصل بعد ذلك بتاتا وكأنها ليست من أساسيات الدين.. فتغير الخطاب الدينى ...فقد لغاها هؤلاء الغزاة الجدد.


أنا فى أيامها مجرد مراهق... مندفع.. لا خبره له بالحياه.. متأثرا بهوجه الإصلاح اللإسلامى السلفي الجديد.. ومصدقا لما يبثونه من أفكار لعدم وجود البديل.. وتحكى قصص غريبة عجيبه لنا.. ترفع المعنويات و تجعلنا نعيش بأحلام طائشة لا يمكن طبعا للعقل السليم الواعي أن يقبلها.. فمثلا و من شده اندفاعهم الغوغائي و عدم خبره هؤلاء المناظرين الجدد فى إسلام بدايه الثمانينات.. دعوتهم بغزو هذا العالم الكافر بالسيف والرمح و بمساعده الأخوة الملائكة اللي راح ينزلون لهم من السماء لنصرتهم وأعاده أمجاد الإسلام... تصوروا معي..هؤلاء سيحتلون العالم و يفرضون فكرهم الصحراوي المتخلف على خلق الله فقط بالسيوف و ليس بأم صكمه مثلا (أم صكمه بندقية خايبه يستعملها الأطفال لصيد الطيور الصغيره فقط). كما قلت لكم.. كانوا فى بدايه دعوتهم و متأثرين بالتراث و تاريخ الأجداد العظام و بطولات عنتره و خالد بن الوليد و صعصعه ومصمصه السيوف والغزوات و كأنه كل ما قيل عن تاريخنا هو الحقيقه المطلقه ولاغيرها ... ولم يعلموا أن تاريخنا من أكثر تواريخ العالم تزويرا وأغلبه ان لم يكن كله قائم على الكذب والخرافات و التناقض الصريح ومديح وتمجيد السلاطين والخلفاء.. اللذى لا ينفع معه الطمطمه..ولا اللملمه.. بس أياميها كنت مع الخيل يا شقرا و أريد من صجى أن أعيد أمجاد أخوتنا العربان بمجرد حملى السيف و الرمح وقولى.. الله أكبر.. و بعدها نعيد ديار الأندلس المسلوبه..شلون مو مهم.. حيث الوناسه و النسوان الحلوه...والسبايا وفرض الجزيه (فلوس) وغيرها.. (ما أهيفنا...ما أهيفنا)... ما عليه.. ما أحنا كنا محرومين من كل شئ ... ناشفه بالكويتى... فشغله النساء السبايا الشقر تطربنا مادام مافيه سبايا صوماليات مثلا.. عندنا كانت شغله كبيره.. تحاكى وتمتع عقليه مراهق طائش مثلى.


طبعا كأي شاب جهراوى قروي.. أيامها لا أعرف من الحضاره الأنسانيه غير ما أراه و أتعلمه و أتفاعل معه من خلال مجتمعي الشبه بدائى الصغير..أصلا كان النزول من الجهراء إلى السالميه أو حولى بالباص هو فسحه و متعه كبيره بحد ذاتها و كأنك مسافرا من الكويت إلى باريس ... لا حفلات موسيقيه أو فنيه نعرفها.. فقط مطربه متختخه بشامه أسمها سميرة توفيق و مطرب الله بالخير أسمه حجاب تصدح أغانيهم من مسجل ياباني ب 9 دنانير ببطارية وسماعات من غير أي وات... لا مسرح لاعلم لا ثقافه غير ثقافة الجمال والهجن و تربيه الحلال و ديوانيات أحاديثها تدور حول التثمين و ما إذا الحكومة أطال الله بعمرها.. راح تزود المعاش الخرطى و إلا لا... وشلون أن صدام حسين الصنديد راح يكسر رأس الفرس وهو حامى حمى البوابه اللى من غير مفتاح... وما نشوف نسوان غير أمهاتنا و لا اختلاط و لا عامات عين... و لا نعرف عن الجنس الأخر اى شيء... يعنى باللاوندى شغلنا كله سطحى.. طنبورى.. إنبطاحى.. فقط شويه معلومات دراسية بربس... كثر خير المدارس. طبعا الأنكليزى حدث و لا حرج .... بطرق اليس و النو و زازت زا سيلينك ... زازت زا فلور...(That is the ceiling .. That is the floor) على وزن اللهجة المصرية ... حتى مدرسينا كانوا بو طكه ...شغل حفظ.. بدون فهم.. و ألحق ربعك... أما القواعد العربيه فعقدتي الأولى والأخيرة.. إلى الآن ومازلت لا أعرف الفرق بين أخوات كان وأخوات جارتي..و بيني وبينكم لا أريد أن أعرف أي أخوات..فكفاية عقد.


المهم ما أطول عليكم السالفه فقط و بالمختصر المفيد و ضعتكم بصوره عامه عن مراهق ترعرع فى قريه يحمل فكر أحادى إلغائى ... و ها هو سيذهب الى أمريكـــا حيث الانعطاف فجأة نحو 360 درجه للدراسه ... شنو أمريكا لا أعرف إلا أنها دوله كافره.. نساءها لعب ويشربون المنكر...بس يقولون أن التعليم الزين فيها (شوفوا التناقض).. و ما عليه دورها جاى و راح نغزوها بعد ما أنخلص من أوربا طبعا و خصوصا الأندلس (بعدين عرفت أنها أسبانيا)...حسب ما وعدونا ربعنا الملتحين الجدد موديل الثمانينات ..و لانتعب نفسنا ونفكر و نصنع أسلحه حديثه واختراعات فاضيه...دوخه راس.. أخرها سيف و رمح و شويه ملائكه يساعدونا كما ساعدوا المسلمين فى غزواتهم ضد قريش.. يعنى ما أحد أحسن من أحد ... هم أحنا كذلك مسلمين و نبى سبايا مثلهم... شادين العزم فيهم... و حتى لو متنا ما راح نروح ببلاش...فالحوريات يعنى نسوان ناطرينا على أحر من الجمر... فى أحسن من هذى النعمه... الله لا يحرمنا... عاد مراهق و محروم و تقوله 72 حوريه و ببلاش... والله يحضن الرصاصه حضن.. حتى يموت بسرعه...ويروح للحوريات...(وايد العدد ياجماعه..ربع هذا كافي...شها الطمع)... ما أنقله هذا فعلا كان تفكير أغلب المراهقين اللي أعرفهم والذين عاصروا تلك الأيام..لا زياده و لا نقصان..وإلا ما هو تفسير كثره الانتحاريين الشباب بالحزام الناسف.. بالذمه فى واحد يحب يموت بهذه البشاعة.. العمليه جدا سهله.. غسيل المخ ودغدغه المشاعر وتحبيب العمليه بإغراءات كبيره..يعنى حوريه وحده غير مغريه لازم عدد محترم...عاد شفتم انتحاري فوق الثلاثين؟؟؟ على ايامى لم نصل لهذه الفكره الجهنمية الإنتحاريه.. تونا ما طلعلنا واحد فلته مثل بن لادن...كنا بس نحلم ننشر الدين بالعافيه.. ونكفر غير المنتمين لمذهبنا..نكايه بدعوى الخمينى.. ونراقب خلق الله حتى نفرض وصايه الأسياد الجدد..


وأخيرا وصلت أمريكا و حطيت رجلى فيها بعد ما دخت العشر دوخات مع الجمارك هناك ... المساكين بعد ما كفروا بالدين ختموا على الجواز بالدخول وبسرعة بس يبون الفكه و الخلاص الأبدى...فالكلام معى لا يودى و لا يجيب على وزن.. أى كم.. اى كو.. اى يونى فارستى.. شنو يونى فارستى (University)...ربعى محفظينى هاالكلمتين صارلهم أسبوع..هم ما نفع...الله يكون بعون رجال الجمارك بهذاك اليوم .


وبعدين ماأدرى شلون وصلت الجامعه المهم بدأت دروس اللغه الأنكليزيه... ما راح أشرحلكم الصدمات الثقافيه التى حصلت لى منذ دخولى الى أرض الحريه حيث الفم المفتوح من الشق للشق من عجائب ما أراه... ما هذا العالم الغريب ؟؟؟ما هؤلاء الناس؟؟ شئ ما تعودت عليه.. لا وإلا البنات لابسين شورتات..شلون!!! يصير ...ما يبردون ..وين العبايه..(طبعا هذا قبل لا يطلع الفلته النقاب و ما أدراك ما النقاب).


و لا أنسى يا ساده ياكرام أول مره أكُل فى ماكدونالد ثاني يوم وصلت فىه أمريكا.. هذا الظاهر أول الدروس الثقافيه التى يجب أن تتعلمها من الطلبه الكويتيون الأقدم منك...وجبه البيك ماك.. و كم كانت لذيذه هذه الوجبه.. رغم أن معدتى لم تكن معتاده على هكذا نوعيه من الأكل ... كان أكبرها و أسمنها صمونه (ساندويتش) مكرمشه من بطاط و بيذنجان ب 100 فلس مقليه بزيت أخره يصلح لتزييت بو عرام (شاحنه) بكبره.. من الحج أبو العبــد.. سألت عاد الزميل الكويتى الذى قدمنى لهذه الثقافه الجديده المختلفه كليا عن عاداتنا وتقاليدنا أول شئ .. هل اللحم اللى فيها مذبوح بالحلال... فكان رده.. لا تخاف بس قول بسم الله و تصير حلال بأذن الله.. وكلها بالهنا و الشفا...أحنا كله نسوى جذيه...والله.. سهله...والله إن ها الدين وايد سلس... كلمه وحده تحول الحرام إلى حلال ... يا حلاوه... و أخوكم ما صدق خلاص صارت حلال زلال.. و أنا ساعتها منشحن بالتعليمات ويهمنى دقه الحلال.. و لم أتركها حتى أنهيتها... و لولا الحياء من صاحبى لطلبت المزيد.. بعد أن أكتشفت هذا الأكتشاف الفريد .. "كيف أحول الحرام الى حلال"... ولا اينشتاين بزمانه...ما علمونى هذا فى قريتنا الوادعه.. بس و صونى على الصلاه..و البعد عن المنكر.. ما علمونى شلون أحلل الأشياء..لأحلل على الأقل أكله البيك ماك العظيمه.. ما علمونى كيف أتعامل مع ثقافه جديده...ما علمونى كيف أتقبل الأخر... فالأخر كان عدو لهم لأنه فقط غيرمسلم وغير عربى.. أصلا هذا حدهم... علمونى أن أكره الأخر و لا أتعامل معه .. وأن ثقافته فاسدة.. وحضارته هلاميه..زائله ... و ديمقراطيته هي الكفر بعينه...و موسيقاه أصلا حرام ..أين هم منا نحن الصناديد أخوان وضحه (أخوان وضحه كلمه يرددها البدوي للافتخار)...لاكن لا مانع من أن أتعلم منه... وأتساءل ساعتها بين نفسى.. الله !!! هى المسأله مصلحه...طيب ما هو فاسد ...ليه بعثتونى عنده.. وليه كنتم مبسوطين بشده.. أنى رايح للكافرَ؟؟ طيب ما دام أنتم أحسن أمه وأفضل منه مثل ما ترددون...ليه ماعندكم تعليم عالى مثلهم؟؟ ليه ما وصلتم للقمر قبلهم..أصلا أنتم ما وصلتوا لشئ؟؟ ليه تركبون سياراتهم و تستعملون أدويتهم لما تمرضون؟؟ هو الأحسن لازم يكون أحسن فى كل شئ...و إلا الأحسن بس اللي يركع ويصلى الفجر حاضر ويعمل لاشئ.. ويدعوا بزوال الأخر...طيب.. شنه اللى قدمتوه للحضارة الأنسانيه؟؟؟ لا شئ... لاشئ.... بس شاطرين تكفرونهم..حاجه تحير.. أسئلة تتردد... بس تدوخني أتفاداها و أغوص فى اللاشئ.

وها قد أكملت سنتى الأولى فى سانت لويس.. الينوى بأمريكـــا...وبدأت نوعا ما أفهم هذه اللغه الغنيه و أحاور و أتفاعل مع هذه الطبيعه الجميله الفتيه.. وهذا المجتمع المختلف عما أعددت عليه من قريتى الفقيره... وبدأت أعي و ألاحظ التناقض و الاختلاف بما تلقيته وسمعته من مجتمعى ومن الغزاه الجدد.. و بما أراه أمامى فى الواقع.

وكان إحتكاكى بالمرأة كبيرا... فبدايتى كانت مع مديره اللغه الأنكليزيه للأجانب... هذه المرأه العظيمه التى لا يمكن أن أنساها ما حييت... فقد كانت انسانه بكل معنى الكلمه و مثقفه ومطلعه بدرجه كبيره وتعرف الكثير عن المجتمع العربى و الإسلامي بالدرجه نفسها التى تعرف جيدا عن المجتمعات الأخرى مثل اليابانى و الكورى و المكسيكى وغيرها... فكانت تعلم أى المواضيع تستفزنا لكى تشجعنا للتحدث باللغة الانكليزية.. كما تستفز غيرنا من طلبه اليابان وفنزويلا مثلا... و هذه كانت من أساليبها الذكية لتطوير المحادثة... فقد كانت مثلا تخصنا بطرح وضع المرأه المأساوى فى عالمنا العربى لأنه موضوع مستفز بالنسبه لنا ونحن لا نجد أنها متضرره بحكرها فى البيوت.. و تسألنا لماذا لا تتبوأ المرأة العربية مناصب عليا كقاضيه أو وزيره مثلا... و نحن بدورنا كمسلمين نرد عليها بعنف و بسطحيه تامه.. ونردد كالببغاء عما تلقيناه من مجتمعنا المتعصب أن المرأة عاطفيه و مكانها البيت وتربيه الورعان (الأولاد)... كما أنها تأتيها العادة الشهريه مما يجعل حكمها على الأشياء غير سليم.. ردود هايفه مكرره تفشل بس يا الله هذا اللي عرفناه من الغزاة ...و لكننا لا نقول لها مثلا أن المرأة عوره فى سياق حديثنا... لأنها كبيره وايد وممكن تحذفنا بالمحايه... و هى تعلم مسبقا من خبرتها الطويله أن هذه ستكون ردودنا السخيفه التى لا تستند على واقع علمى..نرددها كالجهلاء كما سمعناها من شيوخنا... لم يكن هدفها مسبقا كما قلت سماع ردودننا الهايفه الإنبطاحيه.. فهى تعرفها مسبقا لأنها تعرف مجتمعنا وتفكيرنا الخربوطى جيدا.. وكانت تدعونى لشرب القهوه فى بيتها و اللعب مع كلبها الضخم الذى كنت أحتقره فى البدايه و أتفاداه لأنه نجس كما قيل لى... و لكنني مع الأيام وجدته كلبا اليفا و يفهم و ممتع اللعب معه ولم أجد فيه نجاسة ...بل أنظف بكثير من العديد من البشر... إنها كانت تفهم ردود فعلى و تستفزني من خلالها.. وهذا مما ساعدنى على تعلم هذه اللغه الجميله... لقد تعلمت منها الكثير و لها الفضل فى أتساع مداركى و فهم المجتمع الذى حولى. كما تعلمت كيف أمسك الشوكه و السكينه و آداب المائدة و احترام المرأة التى كانت سابقا بنظرى عوره و ما خلقت إلا لمتعه الرجل .. فعلا لقد نقلتنى نقله كبيره.. شكرا لها.


ولكن تأثير مجتمعي السابق ما زال كبيرا على و لا يمكن أن أنعتق منه بهذه السهوله ...كما ان وجود العرب هناك له التأثير الكبير على... و لكن ما كان يميزني أنني شغوف بالاطلاع و الاستكشاف و محاوله التقرب و فهم الأخر... غير بقيه ربعى اللذين كانوا منغلقين على أنفسهم.. بعد أن أكتشف أن هذا المجتمع ليس بهذه البشاعة التي صُورِت لي... بل أننا البشر عموما سواسية... و مايفرقنا هو ما تلقيناه من صغرنا من تعاليم سواء كانت تحض على الحب أو الكراهية... و للأسف فمجتمعنا كان طائفيا و عنصريا و غير متقبل للأخر... فالهندي الذي بيننا لا يحترم رغم أن حضارته عريقة ... بمجرد أنه مختلف..كما أن تكرار مقوله أننا أفضل الأمم و غيرها جعلتنا نصاب بالغرور و ننظر للأمم الأخرى باحتقار... على ايه ياحسره!!!


وبدأت أتعرف على الجنس الناعم أكثر بعد أن كانت غائبه عنى تماما... فها أنا أقع فى سنتى الأولى بغرام جينيفر..فتاه أمريكية تكبرنى بسنه... لم تكن شقراء لكنها تلبس شورت ومختلفه و ملامحها ناعمه وطويله و منخارها صغير.. فهؤلاء الأوربيون يمتازون بمناخيرهم الصغيره ليست بمثل مناخيرنا الكبيره..فطبيعتنا القاسيه المتوحشه تحتم على جيناتنا بفرض المنخار الأكس لارج لزوم الشفط واللفط.. فتحَملت معى لغتي المكسره لأنها كانت أيضا مغرمهٌ بى..كم كنت سعيدا معها فها أنا و لأول مره أضع يدي على يد أمرآه غير أمي.. وكم كانت يدها ناعمه وصغيره.. ومن خلالها تعلمت المزيد عن هذا المجتمع الذى تقبلته الى حد كبير ولم أجد فيه ما يزعجنى..بل كل يوم اكتشاف جديد.. فها هو يفتح أمامى الأفاق والحياه الجميله التى كنت محروما منها...فركضنا معا بين الحقول و شممت الورود التي لم أكن أراها إلا فى الصحراء بعد أن تمطر السماء فى فصل الربيع...فورودهم غير شكل.. ألوان ومن كل الأحجام.. أما ورودنا فكانت صفراء فقط قاحله..و عاد بكيفك مافيه غير هذا اللون...و عرفت كيف أحتفل بعيد ميلادى الذى كان محرما علينا...فى الأصل أهلي لا يعرفون شنه عيد ميلاد أو حتى تاريخ يوم ميلادى... رغم ولادتى فى المستشفى الأميرى... و تعلمت كيف أهدى الورود و الشوكولاته...و أتلذذ بسماع الموسيقى و احضر معها المسرحيات... ها أنا بدأت رويدا أتشكل من إنسان جاف صحراوى الى إنسان متمدن يتذوق الفن و الورود و الموسيقى و الطَبخات الأخرى التى لم أتذوقها سابقا كالمكسيكى و الفرنسى و الصينى و الستيك الأمريكى المشهور مع البطاطا المهروسه و الكريفى...و قدمتني جينيفير على النبيذ و خصوصا فى المطاعم الفاخره و ليس السريعه بعد أن كنت متعودا على شرب البيبسى وسابقا اللبن... و كنت استغرب طقوس فتح و تذوق النبيذ و أتساءل ليه مدوخين نفسهم ما يحطونه فى كلاص بلاستيك مثل مكدونالد ونشربه مع الثلج ويخلصون نفسهم من ها الدوخه.. و كان يوم أسود لما شربت هذا المنكر.. فقد كنت أشربه و كأنني اشرب عصير قصب من ميدان التحرير بمصر...ألم أقل لكم أنني صحراوي جاف...وبمجرد أن وصلت البيت مع جينيفير أفرغت ما فى جوفى من الأكل اللذيذ...حسافه الفلوس...وصخت الحمام.. و كم كانت جينيفر متفهمه..أكيد حصلها ها الموضوع هذا قبلى..


وكم كان ممتعا الحب معها...لدرجه أننى لا أشبع منه...الحرمان وحش يا رجاله...وأستغرب ليه الناس تتحارب و تقتل بعض؟؟ليه ياترى ما يجربون الحب بدلا من الحرب وقتلهم لبعض؟؟الحياه قصيره وما تستاهل نضيعها فى شويه سخافات واختلافات أبديه مكرره طواها الدهر قبل 14 قرن لم توصلنا لأي نتيجه ولن توصلنا.. فلا أحد منا يملك الحقيقه المطلقه ..التي يدعيها الكثيرون منا.. فما أحلى و أجمل من التقاء الجسد و الروح...يشعرك فعلا بأنك إنسان.. تحب و تنحب.. وعرفت حاليا ليه الشباب المراهق المضحوك عليهم ينتحرون باسم العقيده..هم الهدف هو الجنس (الحور العين)..بس الفرق أن هذا ملموس و الأخر فى علم الغيب ...وحليلى عاد.. هم لو جربوا الحب الدنيوى كان ممكن ما يفكرون بالحب أو الجنس الغيبي ثم الموت ببشاعه.. فدغدغت الأحلام حاجه و الواقع حاجه أخرى.. والواقع دائما أجمل و أمتع.
لا زواج و لا عمات عين و لا تعقيدات فرابط الحب بيننا أقوى من ورقه يكتبها أنسان غريب و ملتحى... فحلال الحب و رابطته أقوى من رابطه الورقه... فهل هذا العقد جعل حياه الناس أجمل وأسهل وبدون مشاكل...غير صحيح.
وتعرفت خلال وجودى هناك على الكثير من الأمريكان و الجنسيات الأخرى ..فقد كانت فرصه عظيمه لأطلع على عادات و تقاليد شعوب العالم.. و ما وجدتهم إلا مشابهين لنا.. فهم بشر والله بشر مثلنا..لسنا بأفضل منهم و لا هم بأفضل منا إلا بالحرية والثقافه والأنسانيه..فبدون حريه لا يوجد إبداع..وكان منهم مثلا فتاه فى سنتها الأخيرة أسمها شراره من إيران..اسم غريب... فقد هاجر أهلها بعد ثوره الخمينى هربا من قيوده اللإسلاميه المتزمته الى حيث الحريه... وكم أطلعتني هذه المرأة على الحضاره الفارسيه و عظمتها...فقد تعلمت منها الكثير..واحترمت هذه الدوله العريقه بلد عمر الخيام، بعد أن كنت أنظر لها بريبه وتوجس بسبب حمله تصدير الثوره.. وأخر من تركيا و اليابان و فنزويلا وهونج كونك و غيرهم... كانت تجربه غنيه وجميله.. أدت إلى أن أقدر و أحترم جميع الجنسيات و الديانات واللون و أفهم ما هى العلاقات اللإنسانيه الحقه... الرابط الأقوى من الدين و العادات الباليه...ما يضحكني أن حزب الأخوان المسلمين شعارهم أن الإسلام هو الحل وأتساءل و مازلت إذا كان الإسلام هو الحل.. لماذا عندما طبقت إيران الحكم الإسلامي ازدادت فقرا وكرها وتخلفا؟؟ لماذا عندما حكم الأخوان السودان لم يأتيهم الحل فازدادوا تخلفا على ما هم عليه ؟؟؟ وهل يبيح الإسلام اغتصاب النساء وتشريدهم في كافور ليس إلا لأنهم ليسوا عرب بل سود وكأن حاكمهم أشقر ومناخيره مسبسبه ؟؟ وهكذا فى غزه و أفغانستان؟؟ولماذا الدول الأوربية العلمانية التي نادت بأن الدين لله والجميع للوطن بعد أن كانت مسيحيه الديانه والعصبيه، أصبحت أكثر تطورا وحضارة وإنسانيه؟؟


لقد كانت تصارعني أفكاري الصحراويه المرتبطه بالتقاليد القاسيه و الحلال و الحرام مع ما انا فيه وألمسه من حضاره أنسانيه راقيه ... و قد كان الفرق كبيرا...ففى الأولى جفاف ونشفان و قحط وتعاليم قاسيه بلى عليها الدهر..أما الثانيه فعذوبه و رقى و جمال أخاذ و سمو فى النفس... أن الثانيه ألذ و اجمل من الجفاف...فلماذا أحرم نفسى من هذه المتعه الأنسانيه العظيمه إلى حيث التعاليم الخشنه التي تحرمك من متع تتقبلها وتتماشى مع النفس البشرية و تسمى بِها... لقد كان صراعا قويا عذبنى فى كثيرا من الأيام وخصوصا عندما أكون لوحدى... فاتسائل لماذا نعقد حياتنا؟؟هل هى بسبب تأثرنا بالطبيعه الصحراويه الجافه؟؟ فاصبحنا بالتالى نحاكيها بالقساوه حتى نستطيع أن نسيايرها ونتعايش معها؟؟ لاكنا لم نعد نعيش فى الصحراء وها نحن نتفاعل مع العالم الذى أصبح قريه صغيره..نستورد منه ويستورد منا...فلماذا لا نغير من طبيعتنا..وهل ياترى إلهنا قاسيا لهذه الدرجه أم أن الإنسان الصحراوي هو من فرض هذه القساوه باسم التقاليد والعادات بدلا من الدين.. فأستغرب لماذا الموسيقى حرام مثلا؟ ولماذا نعادى الأخرين و نكفرهم وندعو عليهم بصلاتنا؟؟ لماذا نرفض حضارتهم وفكرهم الإنساني و فى نفس الوقت نقبل أن نقود سياراتهم و نتعاطَ أدويتهم عندما نمرض؟؟؟هم يتقبلوننا ونحن ننظر لهم بريبه وتوجس... فقد شاهدت كنائس قديمه فى أمريكا يشتريها المسلمون ليحولوها لمساجد..لو حدث العكس فى الدول اللإسلاميه لكانت الطامه الكبرى...و قد شاهدت أنهم يمارسون ديانتهم بحريه تامه .. و أرى كتبهم المترجمه للتعريف بالإسلام توزع بكل حريه و بدون أى قيد..بل كنت أستغرب من هذه الإمكانيات الكبيرة و هذا التمويل الهائل لبناء المساجد و شراء الكنائس و تحوليها لمساجد. لماذا كانوا يكذبون علينا ويقولون أن هذا الغرب الكافر يحارب الإسلام لأنه يخاف منه و يخاف أن يطِلع شعبه على حقيقة الإسلام و عظمته... لماذا هذا الافتراء؟؟ لم أجد هذا الغرب يهتمون البته ولم أجدهم يحاربون أي ديانه... بل هذا يخالف دستوهم.. بل أنهم يشجعونه و لا يفرضون ضرائب على أماكن العبادة أسوه بأماكن العبادة المسيحيه و غيرها. أين هي الحقيقة ياترى ؟؟ و أين هم من محاربه الإسلام؟؟ وهذا يعلمه كل من الشباب العربى الذى عاصر تلك الفترة فى أمريكا أو حتى فى أوربا... هذا التناقض و قلب الحقائق جعلنى فى حيره... وجعلنى لا أصدق ما يرددونه.. الحقيقه أننا نحن من نحارب الديانات الأخرى بحجه التبشير..أليس لنا ثقة في ديننا حتى نخاف عليه وننغلق!!! لم أعد أصدق ما يقولونه ... فبدأت البحث لأكتشف أنهم لا يعلمون و لا يريدون أن يعلمون و لا يملكون أصلا الحقيقه المطلقة كما يدعون... والعالم أجمل بدونهم... لقد حدث لى تحول وانقلاب كبير على جميع القيم والعادات وتعاليم الدين الإلغائيه... لأن عقلى لم يستطع أن يبرر ما قيل لى من تناقضات و ما أراه فى الواقع أمامي.

جماعتنا فى الكويت يريدون تغيير الماده الثانيه وفرض الوصايه الدينيه المتزمته... ليه.. ما تعلمنا من تجارب الأخرين الذين فرضوا الدين ماذا حصل لهم ولماذا تدهورت أوضاعهم بعد أن كانت أفضل؟؟ هل نريد أن نصل لهذا المستوى؟؟ مصيبه لو صارت ...صوتى وغطينى يازكيه...هو ناقصنا تخلف وعقــد. والله لو كان تطبيق الشريعة سيؤدى إلى تطورنا وتحضرنا وتحقيق العداله وتحسين حياتنا لما ترددت لحظه واحده بتأيده...بس أنا عارف البير وغطاه... وعارف ربعنا زين.. وشلون يحركون القطيع.. وجعلنا خانعين لهم نسبح فقط بملكوتهم ...ليصلون لأهدافهم الشريره حتى لو طال الأمد.. ولتكن تجربه العراق درساً لنا... فبسبب رجال الدين و أهواءهم التدميريه مات الأبرياء... فالدين القديم الذى أعرفه دين المحبه و التسامح وهو ما أريده... أما الإسلام السياسى الجديد فهو إسلام خطير... ولن تسلم أو تتطور أمه إلا بفصل الدين عن السياسه .. وعزل رجال الدين عن التدخل بحياه البشر وفرض فتاويهم المختلفه والمتناقظه فى نفس الوقت... مما جعل خلق الله فى حيره من يصدقون... أعطوني دوله واحده طبقت الدين اى دين فى حكمها و كانت ناجحه؟؟؟ لايوجـــد.


لقد عشت أجمل حياتى خلال دراستي فى أمريكا...أكتشف الحياه الحقيقه و أخذت تجارب وأفكار نافعه كان لا يمكن أن أحصل عليها لو بقيت فى الجهراء... من الجميل أن تختلط بالحضارات الأخرى لتصل لنتيجة حتميه أننا بشر نتشارك فى الكثير الكثير من الأشياء و لا يوجد شعب الله المختار أو أفضل الأمم إلا فى العقول المريضه... و لا يوجد شعب أو أمه تحمل الحقيقة المطلقة...فقد خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا... لحسوا هذه طبعا... كما لحسوا غيرها من دعوات الخير والمحبة....لا أريد أن أدوخكم فى هذا الكلام... و لكن فقط لأوضح التناقض و الخلط الذي كنت واقعا فيه... و أنه كم كانت تجربتى غنيه ومفيده خلال تواجدى هناك مما أطلعني على الكثير من الخبايا البشريه والتى يختصها العرب والتى كنت لا أعرفها لأنني وجدت البديل...كون العرب لم يعرفوا الحريه منذ ولدوا... و سأستمر بسرد ذكرياتي هناك وخصوصا تجاربي مع الجماعات الدينيه أو القوميه و جواسيس الحكومات الديكتاتورية العربية من الطلبه المأجورين... ونلتقي مع المزيد من الذكريات.. ولتشاركوننا بذكرياتكم مع الزمن الجميل.